إذا سألت مستثمراً حول أكثر العوامل أهمية عند تقييم الشركات الناشئة، فسيقول لك بلا شك مؤسسوها. فالأفكار يمكن تكرارها، والمنتجات يمكن تطويرها، والاستراتيجيات يمكن الإتيان بها – ولكن الأهم هو وجود فريق ممتاز لتنفيذ كل ما سبق.
ينطوي تأسيس الشركات على مخاطرات وصعوبات كبيرة، لذلك ينجذب قلة من الناس إلى هذا المجال فيؤسسون مشاريعهم الخاصة. وبالرغم من أنه لا يوجد مخطط محدد حول ما يجب أن يكون عليه مؤسس الشركة الناشئة، إلّا أن هناك بعض الصفات والسمات التي توجد عادة في روّاد الأعمال الناجحين، وإذا كنت تمتلك هذه الصفات، فستتمكن من التعامل مع المستثمرين بكامل الثقة.
وتالياً أذكر بعضاً من الصفات المحدِّدة والتي تساهم في نجاح مؤسس الشركة الناشئة.
-
الرؤية والطموح
لدى روّاد الأعمال أحلام كبيرة. فهم يتخطون برؤيتهم أسواقهم المحلية ويتطلعون إلى حل مشاكل الحياة باعتماد حلول قادرة على تغيير العالم. يفكرون في جني الملايين لا الآلاف. وبالرغم من أنّ الاستراتيجية الفضلى هي البدء صغيراً والسيطرة على شريحة محددة في السوق، إلّا أنه من المهم أن تمتلك رؤية طويلة الأمد يعمل جميع أعضاء فريقك على تحقيقها، ويمكن لها أن تجتذب المستثمرين.
-
العزم والإصرار
روّاد الأعمال المؤمنون حقاً بما يقدمونه من منتجات أو خدمات، يحدوهم العزم والإصرار ولا يدعون كلمة “لا” تثنيهم عمّا يقومون به. لا شك أنّك ستلتقي بالعديد من المثبطين الرافضين لفكرتك؛ ولكن الرفض أمر حتمي تقابله الشركات الناشئة في رحلتها نحو النجاح. لا تجعل هذا الأمر يردعك! وبدلاً من ذلك، اعمل على اختبار افتراضاتك من خلال أبحاث السوق، والتحقق من العملاء لتصل في النهاية إلى منتج جاهز للسوق، ولتثبت خطأ أولئك المثبطين! ولكن لا تقع في فخ تجاهل النصائح الجيدة؛ كن منفتحاً على النقد البناء، واستخدم التغذية الراجعة لتحسين عرض القيمة لديك.
-
الشغف المُعدي
يؤمن المؤسسون الناجحون في حلولهم بقوة كبيرة، فيستشعر من حولهم هذا الإيمان! يمكنك أن ترى النار تتقد في أعينهم عند حديثهم عن أفكارهم، ويشعرون بالإثارة كلما تسنت لهم الفرصة لإخبار أحدهم بأفكارهم لأنهم يعلمون بوجود حاجة ماسة وحقيقية لمنتجاتهم أو خدماتهم. إذا كنت مؤمناً شغوفاً بفكرتك، سيؤمن بها الآخرون – سواءً أكانوا من المستثمرين، أو العملاء المحتملين، أو أصحاب المواهب الذين ترغب في العمل معهم. إذا لم تؤمن بفكرتك، لن يؤمن الآخرون بها أبداً.
-
الانعكاس الذاتي
لا يوجد شخص بارع في كل شيء. يدرك المؤسس الجيد مواطن قوته ومواطن ضعفه، ليجد بعد ذلك مؤسسين مشاركين يكمّلون ما يمتلكه من مهارات، ويقتسم حصص الشركة بعدل حتى يكون جميع المؤسسين على استعداد لتقديم كل ما عندهم لإنجاح الشركة. معظم المستثمرين يبحثون عن فريق متوازن يتألف من 2 – 3 أشخاص يمتلكون المهارات الفنية والإنتاجية، والعملية، والمالية، والتسويقية. والتواضع هنا سيكون سيد الموقف، استمع جيداً لنصائح روّاد الأعمال والتنفيذيين الناجحين والمخضرمين، وكن منفتحاً على التعلم والنمو.
-
الثقة والجسارة
يجب أن يتمتع واحد على الأقل من أعضاء الفريق (عادة المدير التنفيذي) بالثقة والجسارة للتحدث والتفاعل مع الآخرين. فهناك العديد من المناسبات والفعاليات العامة التي يتوجب فيها على الشركات الناشئة عرض أفكارها أمام الآخرين، بدءاً من التجمعات المحلية، وانتهاءً بالمؤتمرات الدولية. من المهم حينها الصعود إلى المسرح ومخاطبة الجمهور؛ والالتقاء بأكبر عدد من المستثمرين، والمرشدين وروّاد الأعمال. ومن المهم بناء شبكة من المعارف القادرين على إسداء النصح لك، وتعريفك بأحد مزودي الخدمات أو بأحد العملاء المحتملين. فالتعريف بصورة شخصية هو ما قد يقود إلى أفضل الصفقات التجارية.
قد يكون البدء بمشروع ما مخيفاً للغاية، فمعظم الناس يفضلون الطريق السهلة، أي إيجاد وظيفة مريحة بساعات عمل ثابتة وبراتب شهري يمكن الاعتماد عليه، وهذا هو الشيء المنطقي الذي يجب القيام به. وهذا هو السبب ذاته الذي لا يجعل جميع الناس من المؤسّسين… هناك نوع محدد من الشخصيات التي تستطيع المخاطرة وتأسيس الشركات الناشئة! قد يقول الناس عنك أنك مجنون، وقد يكونون على صواب… ولكن رائد العمل الحقيقي لا يدع هذا الأمر يردعه عمّا يريد القيام به. كما قال المؤلف نورمان فينسين بيل ذات مرة “حاول التصويب على القمر، فحتى إن لم تصبه سينتهي بك المطاف مع النجوم.”
بقلم برايوني كوبر
مستشارة ريادة الأعمال، ورئيسة برنامج انترنت الأشياء التابع لـ Brinc.io