إنّ الاحتباس الحراري وتغير المناخ في أوجهما ودرجات الحرارة في ازدياد، وبحلول عام 2050 سيسيطر البلاستيك على البحار والمحيطات. وأنْ ننظر إلى وضعنا الحالي ونصفه بالجيد دون الاكتراث بالأجيال القادمة وبما سيؤول إليه كوكبنا فهو مبدأ خاطئ تماماً. وبالنسبة للبحرين خصوصاً فقد احتلت منذ العام 2017 المرتبة التاسعة في لائحة المناطق الحضرية الأكثر تلوثاً، حيثُ وصل تركيز الجسيمات الدقيقة فيها إلى 56,1.
كل واحد منا مسؤول عن جعل البيئة مكاناً أفضل، إن لم يكن من أجلنا، فمن أجل الأجيال القادمة. وحتى أنّ الشركات والصناعات أخذت على عاتقها مسؤولية تحسين البيئة والاستدامة لديها، مثل زين البحرين والتي تتبنى مبدأ المسؤولية الاجتماعية للشركات. والسؤال هنا هو: هل يتوجب على الشركات الناشئة القيام بالأمر ذاته؟
للأسف لا تلقى الاستدامة الاهتمام الكافي في منطقتنا، وهذا أمر يجب أن يتغير. في حين تقوم المزيد من الشركات في الغرب في الحد من انبعاثات الكربون والبصمة البيئية، واتباع توجهات صديقة للبيئة، كما وتسير الشركات التي يُعتبر المال جلّ همها مع هذه الموجة وتتبنى أفكار المشاريع الصديقة للبيئة لأهداف ربحية بحتة.
فشركات مثل ليغو، وستارباكس، ويونيليفير (وغيرها بالطبع) تنير الدرب لمبادرات الأعمال المستدامة. وإضافة إلى كل ما سبق، من الذي قال بأنّ الاستدامة ستكلفك أكثر؟ بل على العكس، تشير الدلائل إلى أن العلاقة بين البيئة والاقتصاد ليست تنافسية كما يفترض البعض- وإذا تمت الموازنة بينهما ستتمكن الشركات من الازدهار والتقدم في الوقت ذاته.
لا شك أنه يصعُب التخلص من العادات المتجذرة فينا، ونميل عادة إلى رفض التغيير، فيقول الكثيرون “إن وضعنا الآن رائع للغاية، لسنا بحاجة إلى التغيير…” وهي عبارة قمة في الخطأ، إذ يتوجب علينا أن نتغير وللأفضل أيضاً.
والهدف الآن هو جعل الأرض مكاناً أفضل، وإليك خمس طرق تستطيع شركتك الناشئة من خلالها أن تحافظ على البيئة:
- استضف موقعك الإلكتروني دون الإضرار بالبيئة. وهذه نقطة مثيرة للاهتمام، فعندما تمتلك شركتك موقعاً إلكترونياً، تتم استضافته على أحد الخوادم في مكان ما في العالم، والذي يعمل على مدار اليوم – فهل يتم توليد الطاقة والكهرباء التي يستهلكها الخادم عن طريق محطات التوليد العاملة بالفحم، أو بالطاقة الشمسية أو بطاقة الرياح؟ الخيار يعود لك. هناك عدة شركات مُضيفة للمواقع الإلكترونية توفر استضافة صديقة للبيئة مقابل التكلفة نفسها مثل: DreamHost، و iPage، و A2 Hosting، وغيرها الكثير!
- اعمل من المنزل. لا شك أنّ وجود مكتب خاص بشركتك أمر أساسي، ولكن انتقال الزملاء العاملين من وإلى مكان العمل يومياً بواسطة مركباتهم قد يكون ضاراً بالبيئة؛ فتزيد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تتسبب بها شركتك. بدلاً من ذلك دع الزملاء العاملين يعملون من منازلهم، ولا شك أنهم سيرحبون بهذه الفكرة.
- التنقل دون الإضرار بالبيئة. حسناً، قد تكون هناك ضرورة لقدوم موظفيك إلى المكتب للعمل، ولا بأس بذلك، فهناك طرق أخرى تستطيع من خلالها أن تحافظ على البيئة. مثل دفع الموظفين إلى استخدام المواصلات العامة، أو تشارك السيارات، أو الاستثمار في السيارات الكهربائية أو الهجينة، أو استخدام تطبيقات الركوب والتنقل مثل أوبر وكريم؛ وذلك لتقليل عدد السيارات على الطرق.
- اعقد شراكات مع الشركات الصديقة للبيئة. قد لا تمتلك الخيار دوماً حول من ترغب بعقد شراكات معه، ولكن إن سنحت لك الفرصة، اختر الشركات الصديقة للبيئة، سواءً أكانت شركة تصنيع أو مقاولات أو غير ذلك. تستطيع شركتك الناشئة تخفيض الضرر البيئي عن طريق التشارك مع الشركات التي تتبع سياسات صديقة للبيئة.
- إعادة التدوير، وإعادة التدوير، وإعادة التدوير. استخدم المنتجات المُعاد تدويرها، وشجّع إعادة التدوير في مكان العمل، قد تكون هذه الخطوة الأسهل على الإطلاق! فهناك العديد من سلال إعادة التدوير الموجودة في كل مكان.. فلنستخدمها بشكل أكبر!
والآن لننتقل إلى الجزء المثير للاهتمام، ما هي المزايا التي ستحظى بها شركتك في حال قررت الحفاظ على البيئة؟ إليك 5 مزايا:
- سترحب بك الأسواق الجديدة. تقوم ثورة الحفاظ على البيئة بتطوير الأسواق الجديدة وتوسعة الأسواق القديمة، وخلق فرص جديدة تستطيع شركتك الناشئة الاستفادة منها.
- ستجذب اهتمام المزيد من المستثمرين. ستكون شركتك مثيرة للاهتمام، وسيسعى الجميع إلى الاستثمار في شركتك الصديقة للبيئة. كما أنّ العديد من المستثمرين يحرصون على دعم الشركات الأكثر تركيزاً على الاستدامة.
- ستكون متقدماً على غيرك. إذا تبنت شركتك نهجاً أكثر حفاظاً على البيئة، فهناك احتمالية للتقدم على اللوائح البيئية التي قد يتم اعتمادها في المستقبل. ما يوفر عليك تكاليف وعواقب الاستجابة للتغييرات الطارئة عليها.
- الانفتاح على الابتكار. الحفاظ على البيئة يعني أن عليك التدقيق على كل شيء يحدث في شركتك وكذلك القيام بمعظم عمليات مراجعة الحسابات داخلياً، وهو ما يفتح الأبواب أمام العديد من فرص الابتكار.
- تكاليف أقل وربحية أكبر. إنّ التبني الجاد لممارسات الاستدامة يعني مخلفات أقل وتكاليف أقل، ما يعطيك المزيد من الفرص للنمو وتحقيق الربح.
وفي الختام، على الجميع تحمل مسؤولية جعل العالم مكاناً أفضل! فلا أحد منا يرغب في أن يعيش في مكان ملوث وسام. فكر في كافة المزايا التي تنتج عن العيش في بيئة أكثر نظافة، تتميز بهوائها النقي، وجوّها اللطيف، وطبيعتها الخلابة. لذلك في المرة القادمة التي تقرر فيها رمي المخلفات في الشارع أو المحيط أو أي مكان آخر توقف وتذكر أن تعامل الطبيعة تماماً كما تتعامل مع منزلك.
