Skip to main content

باتت الشركات التكنولوجية الناشئة الآن تمتلك القدرة على إضفاء قيمة كبيرة على العديد من المجالات. فمع وجود الهواتف الذكية، تم الحدّ وبشكل كبير من مشكلة تناقض المعلومات؛ إذ يستطيع المستخدمون الآن الاطلاع على أحدث المعلومات، والتي تمكنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة معتمدين على أنفسهم. وهو ما أقصى الحاجة للوسطاء الذين كانوا جزءًا لا يتجزأ من سلاسل القيمة المضافة للعديد من المجالات. وعلاوة على ذلك، أصبح الحصول على ملاحظات العملاء سريعًا للغاية؛ وهو ما يسمح للشركات بتعديل منتجاتها وخدماتها بحسب تفضيلات العملاء المتغيرة باستمرار.

قطاع العقارات هام للغاية ويربط جوانب متعددة من حياتنا. وبصفتي المدير العام لشركة Estater، والتي هي شركة عقارية فريدة تقدم معلومات عن سوق العقارات، فقد تعلمت الكثير عن قطاع العقارات في دول الخليج العربي.

يقوم العاملون في مجال العقارات الآن بتطوير العقارات السكنية التي يتم شراؤها من قبل العائلات، وتطوير العقارات التجارية الخاصة بمساحات العمل المهنية، بالإضافة إلى تطوير خصائص ومزايا البيع بالتجزئة. يمكن للشركات التكنولوجية الناشئة الآن الاعتماد على أفكار متعددة يمكن لها أن تغير وبشكل كبير طريقة إدارة الأعمال، لتقديم قيمة فريدة.

فيما يلي بعض الطرق التي يمكن أن تساهم بها الشركات التكنولوجية الناشئة في العقارات:

  • البحث عن العقارات: لقد أصبح البحث عن العقارات سهلًا للغاية، وهذا بفضل العديد من بوابات إدراج العقارات. ومع ذلك، لا يزال العملاء يبحثون عن معلومات إضافية أخرى تخص الأحياء، والبُنى التحتية قبل اتخاذ قرار الشراء. ويمكن استغلال هذا في إنشاء بوابة تقدم إجابات على هذه الاستفسارات.
  • تحتاج العقارات دائمًا إلى صيانة منتظمة: تشير دراسات عديدة إلى أن العقارات التي تتم صيانتها بشكلٍ جيد تولد عائدات أعلى وامتيازات أفضل لأصحابها. وهنا يمكن للشركات التكنولوجية الناشئة تبسيط تلك العملية المعقدة لصيانة العقارات، وربط مختلف مقدمي الخدمات ببعضهم البعض لإنشاء قوة جذب في السوق.
  • مجالات تزويد الخدمات: وهي خدمات كالتي يقدمها المهندسون المعماريون، وشركات إدارة المشاريع، ومستشارو التكاليف، والمساحين، وما إلى ذلك. فقبل أن يبدأ أي مشروع، يستغرق مقدمو الخدمات هؤلاء عدة أشهر لإنجاز ما أوكل إليهم من مهام، ولكن يمكن تخفيض هذه الفترة الزمنية من خلال تطبيق تكنولوجي ذكي، يوفر المال والجهد والوقت لمطوري العقارات، وهو ما يعني جني أرباح أكبر.
  • المحتوى هو المفتاح لتقديم مزايا مستدامة: يمكن للمحتوى المثمر والمركز على الهدف والأساس أن يضمن استمرار استخدام العملاء للتطبيق الجديد. ولذلك، وعند التخطيط لإنشاء شركة ناشئة، يجب أن يتم التركيز أيضًا على كيفية إنشاء محتوىً جيد.
  • الفاعلية من ناحية التكلفة والوقت: يمكن القيام بأي نشاط رئيسي من الأنشطة التجارية بتكلفة أقل أو في وقت أقل أو كليهما. في مثل هذه الحالات، تصبح سرعة التنفيذ والوصول إلى السوق من العوامل الحاسمة للنجاح. فكلما أمكن تقديم التطبيق في السوق والحصول على الجمهور الأوسع، أصبحت احتمالية تحقيق الشركة الناشئة للنجاح أكبر.

في كل هذه الأفكار السابقة، نجد أن العامل الرئيسي الذي يجب أن يتذكره أي رائد أعمال يعمل في مجال التكنولوجيا هو “الميزة الفريدة” الذي يقوم بطرحه. فقد أصبح تطوير التطبيقات الآن “منخفض التكلفة” ويمكن إنجازه بتكلفة قليلة للغاية. وبالتالي، فإن مجرد إنشاء تطبيق لن يعطي ميزة كافية لأي مشروع جديد. لأن هذه الفكرة قد يقلدها أي شخص آخر في أي وقت من الأوقات، وبالتالي فهي ليست ميزة مستدامة.

باختصار شديد، يقدم سوق العقارات فرصًا هائلة للشركات التكنولوجية الناشئة. حيث يظل هذا القطاع أحد أقل المجالات كفاءة عندما يتعلق الأمر بالوقت الذي يستغرقه إتمام كل نشاط من أنشطته. كما لا يزال تدفق المعلومات مبعثرًا للغاية، ولا تزال تعليقات وملاحظات المستخدمين تصل متأخرة لمطوري العقارات. لذلك، هناك حاجة ملحة لمحتوىً جيد وأفكار تقنية ذكية في هذا المجال.