إذا قلتَم لي قبل 5 سنين مضت، بأنني سأكون في البحرين لتأسيس شركتي الناشئة فلن أصدقكم أبداً. ولكن، ها أنا ذا، وأنا هنا لإخباركم بقصة اكتشافي للمشهد الريادي في البحرين، وقصة رحلتي لدخول عالم ريادة الأعمال.
أنا بالأصل من مدينة حضرموت في جنوب اليمن، وقد نشأت وترعرعتُ في دولة الإمارات، ويحدوني اهتمام دائم بعالم الأعمال الذي لطالما رغبت في بدء رحلتي منه.
ولقد علمتُ في قرارة نفسي أنّ عليّ دخول عالم الأعمال، مدركاً في الوقت ذاته أنّ فرص تأسيس الشركات في البحرين لا مثيل لها. فمن خلال متابعتي لمجلة ستارتب على مواقع التواصل الاجتماعي، علمتُ بوجود فعالية ستارتب مورنينغز- والتي هي فعالية غير رسمية تقيمها المجلة – وفكرت أنني استطيع من خلال المشاركة بها معرفة المزيد حول فرص الأعمال في المملكة.
وعندما بدأتُ بقراءة المزيد حول النظام البيئي الريادي في البحرين، قررتُ المشاركة في الفعالية لمعرفة المزيد؛ لذا سافرتُ من حضرموت إلى البحرين لحضور الفعالية في عام 2016، وفاقت تجربتي كل التوقعات، إذ تسنى لي مقابلة العديد من الأشخاص، كمؤسسي الشركات الناشئة والمرشدين وممثلي الجهات الحكومية.
وأثناء تواجدي في البحرين، سنحت لي الفرصة للعمل مع مسك القابضة، والتي هي شركة كبرى تُدير شركات الأغذية والمشروبات، وقد اقتنصتُ هذه الفرصة وواصلتُ حضور مختلف الفعاليات وورشات العمل التي تقدمها البحرين.
وبحضوري هذه الفعاليات أدركتُ بأنني أرغب في أن أكون واحداً من روّاد الأعمال، وبأنّ البحرين هي المكان الأمثل للانطلاق. وبعد استقراري في البحرين، وحضوري أسبوع المنامة 2017، أمدّني ذلك بالحافز الذي أنا بحاجة إليه لتأسيس مشروعي الخاص وهو ما دفعني للمشاركة في ستارتب ويكند.
وقد كان مشروعي الأول الذي قاد إلى تأسيس شركتي الناشئة نِتاج مشاركتي في ستارتب ويكند برعاية تيك ستارز، وكان ذلك في عام 2018 خلال أسبوع الريادة العالمي. فقد قدّم المخيم التدريبي والذي امتد لـ 54 ساعة- وكذلك المنافسة- الفرصة للمشاركين لمناقشة أفكارهم وعرضها، والتحدث إلى أشخاص يشاكلونهم التفكير، والعمل ضمن الفِرق، واختبار فكرة العمل. وقد قررتُ المشاركة في ستارتب ويكند لاختبار فكرتي، ولمعرفة ما إذا كانت ملائمة للسوق البحريني، وكانت النتيجة أفضل بكثير مما توقعت.
لقد تلقينا تغذية راجعة جيدة من المرشدين والحكام، وأدركتُ أن الفكرة مثالية للسوق البحريني. وحمداً لله، فنحن لم نفز بالمركز الأول في منافسة ستارتب ويكند وحسب، بل فزنا أيضاً على المستوى الإقليمي بـ أسبوع العلوم العالمي في تسوكوبا!
لم أتوقف هنا وشاركتُ في المخيم التدريبي لماراثون الأفكار الغذائية في الشرق الأوسط مع مشروع Kok، والذي هو عبارة عن شركة تطوير أعمال تعمل في قطاع الزراعة والأغذية، حيثُ قمت بتطوير فكرة الأعمال خاصتي وعرضتها على المستثمرين المحتملين. كما وقد سُعدت بمعرفة فوزي في منافسة ماراثون الأفكار وحصولي على وصول لمدة عام كامل لمركز CH9، وواي فاي، ومساحات العمل المشتركة.
ولكن ما هي هذه الفكرة العظيمة التي فازت في تلك المنافسات جميعها؟ إنها Supplify والتي هي منصة مستندة إلى السحابة، تقوم بالعثور على أفضل الموردين، وبتبسيط العمل القائم ما بين الموردين والبائعين. Supplify هي بالأساس دمج لكلمتي ” supply-توريد” و” simplify – تبسيط”، وتعمل في قطاع الأغذية والمشروبات لتوفير خدمات مبسّطة للشركات في ذاك القطاع.
نباشر عملياتنا حالياً في CH9، حيثُ نهدف إلى رقمنة عملية ترتيب الموردين للمطاعم والمقاهي؛ من خلال تبسيط سير العمل ومنح الموردين آفاقاً أكبر. نحن نساعد أصحاب المشاريع على إيجاد الموردين الملائمين مع إقصاء العناء الناجم عن البحث عبر مصادر متعددة، من خلال تقديم منصة واحدة يمكن من خلالها إيجاد أفضل الخيارات والخدمات والأسعار.
وخلال الـ 5 سنوات القادمة، نهدف إلى أن نكون المنصة الرائدة لموردي الأغذية والمشروبات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
إذا كنت تفكر في إنشاء مشروعك الخاص، فنصيحتي لك هي أن تبقى متابعاً للفعاليات المفتوحة، وأن تركز على حلّ مشكلة محددة واحدة تلو الأخرى، لأنك لا تعلم أبداً متى وأين ستستقي الإلهام للإتيان بفكرتك الخاصة! وأوصي أيضاً بالاستفادة من مختلف الفرص، والمنافسات، وفعاليات التواصل التي تقدمها البحرين، وأوصي كذلك بالانخراط في النظام البيئي الريادي المرحّب في المملكة.
إذا رغبت في معرفة المزيد عن منصة Supplify، تابع حساباتها على الانستغرام، وتويتر، وفيسبوك، ولينكدإن. واحرص أيضاً على زيارة موقعها الإلكتروني.