لمَ يحمل الناس أفكاراً حالمة حول ثقافة “الشركات الناشئة”؟ وما الذي يجعل هذه الثقافة مميزة؟

هل تشعر بالحيرة حيال ثقافة الشركات الناشئة؟ حسناً، لن تشعر بالحيرة بعد الآن، فللمبتدئين ولأولئك الذين لا يعرفون عن هذه الشركات وثقافتها شيئاً، فببساطة وفي سياق شركات التكنولوجيا الناشئة: هي شركات تمتلك قدرات عالية وتحقق نمواً سريعاً، وعادة ما يتم تأسيسها وتشغيلها عبر الإنترنت.

وبالطبع فثقافة الشركات الناشئة تختلف اختلافاً كلياً عن ثقافة الشركات الراسخة، وفي ستارتب بحرين أخذنا على عاتقنا مسؤولية توضيحها وتبسيطها.

بداية، إن قررت العمل أو سنحت لك فرصة العمل في شركة ناشئة، قد يكون هناك الكثير من المخاوف والتساؤلات التي تشغل بالك – كون العمل في شركة ناشئة يعتبر أمراً غير مئلوف لبعض الناس، ولكن دعنا نخبرك بأنها تستحق التجربة. إليك بعض النقاط التي تجعل ثقافة ريادة الأعمال كما هي عليه الآن:

• • البيئة: حضّر نفسك للعمل مع فِرق متشابكة ومتماسكة، وللتعبير عن رأيك، وحتى ارتداء ما تشاء. والرائع حول هذه الثقافة هو أنك ستكون ضمن مجموعة من الأشخاص الذين يشاركونك الاهتمامات وطريقة التفكير، حيث يعمل جميعكم لتحقيق الهدف نفسه، وهذا بالضبط ما يُسمى بالإنتاجية!

• الإلهام: في الشركات الناشئة من المُرجح أن تقوم ببناء شيء ما كلياً من الصفر – ليس بالصورة المادية وإنما على نحو مجازي. ستكون مُحاطاً بأشخاص شغوفين مثلك تماماً، وهو ما يبرز أفضل ما فيك من صفات وقدرات لتحقيق الأهداف والإتيان بالأفكار الإبداعية.

• التمكين: في بيئة الشركات الناشئة لا يتعلق الأمر بإنهاء عملك والرجوع إلى المنزل؛ وبدلاً من ذلك، فالأمر يتعدى ذلك بمراحل، إذ سيتوجب عليك أن تكون أكثر فعالية في كل ما تقوم به؛ ففي الشركات الناشئة، يتم تقدير الآراء بشدة ولك أن تعبر عما يجول في خاطرك بغرض تحسين العمل، وسترزح تحت الضغط مرات عديدة، وسيكون فشلك حتمياً، ولكن هذه هي الطريقة  التي من خلالها ستتحلى بالمزيد من الثقة لتحسين قدرتك على اتخاذ القرار فيما بعد.

• المال مقابل الخبرة: سنكون واقعيين هنا، إذا كنت ترغب في وظيفة تتقاضى فيها راتباً مجزياً في نهاية كل الشهر، فقد لا يلائمك العمل في الشركات الناشئة، لأنك فيها ستحظى بالخبرة فقط وستتعلم كيف تكون متعدد المواهب.

• ساعات العمل: لا تتوقع أن تعمل من وراء المكتب من الساعة الـ 9 صباحاً وحتى الـ 5 مساءً كل يوم… حضر نفسك للعمل أكثر من ذلك بكثير؛ والسبب وراء ذلك هو أنك ستكون مسؤولاً عن إتمام عدة مهام وأمور ومشاريع في الوقت ذاته – وهو أمر ليس بالسيئ أبداً إذ سيتيح لك هذا الفرصة لتعلم أمور عديدة.

للأسباب الآنف ذكرها تُعتبر ثقافة الشركات الناشئة مميزة. وتُعتبر الشركات الناشئة طريقة رائعة لبدء حياتك المهنية، ولكن ولنكون صادقين فهي ثقافة لا تلائم الجميع؛ فليس الجميع قادراً على تحمل كمّ الضغط والمسؤوليات المصاحب لها، وهو أمر طبيعي فليجد كل واحد منا ما يحب وما يرغب!