لا يمكننا أن ننكر بأن موجة الذكاء الاصطناعي في تزايد وارتفاع؛ فبحسب تقرير أصدرته Statista، من المتوقع أن ينمو السوق العالمي للذكاء الاصطناعي من 3,2 مليار دولار في عام 2016، إلى 89 مليار دولار بحلول عام 2025 – وهو نمو هائل بالفعل. ولكن ما الذي يعنيه هذا بالنسبة للشركات البحرينية الناشئة؟ هل تحتاج الشركات الناشئة إلى تبني الذكاء الاصطناعي؟ أكمل القراءة لتعرف الإجابة!
ولكن في البداية، دعنا نطلعك على بعض المعلومات الأساسية التي قد يجهلها البعض حول الذكاء الاصطناعي. يُعتبر الذكاء الاصطناعي أحد فروع هندسة البرمجيات والذي يختص بصناعة الآلات الذكية، والمقصود بالذكاء الاصطناعي هو أنّ هذه الآلات قادرة على العمل والتفاعل كالبشر تماماً. هل شاهدت فيلم Ex Machina من قبل؟ الأمر يشبهه إلى حد ما ولكن دون مبالغة كبيرة!
والآن لنعد إلى موضوعنا الأساسي، دعنا نكن واقعيين، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون بمثابة ميزة تنافسية قوية، إلّا أنه قد يكون مكلفاً بعض الشيء. فحتى أبسط روبوتات الذكاء الاصطناعي قد تكلف عشرات آلاف الدولارات (اعتماداً على مجال عملك وما تحاول القيام به). ومن ناحية أخرى، فإن البقاء خارج هذه الدائرة قد يُضر بتنافسية الشركة الناشئة إذا ما قورنت بالشركات الراسخة – هل تذكرون ما حصل لـ كوداك عندما لم تواكب عصرها؟ ولكن ما الذي يجب عمله إذن؟ عن أنفسنا رغبنا في الحصول على رأي ثانٍ فسألنا أحد أهم خبراء مجال الذكاء الاصطناعي في البحرين أمين التاجر من INFINITEWARE عن رأيه في الذكاء الاصطناعي. وهاك قائمة بالأفكار التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل الدخول في هذا المجال:
- الذكاء الاصطناعي ليس كياناً واحداً منفصلاً: يتكون الذكاء الاصطناعي من عدة طبقات، مثل معالجة اللغة الطبيعية، أو الروبوتات، أو التعلم الآلي، أو التعلم العميق، وغير ذلك الكثير. لذلك وبدلاً من الاستثمار الكامل في الذكاء الاصطناعي نفسه، تستطيع الشركات الناشئة بناء أحد مجموعات الذكاء الاصطناعي الفرعية أو العمل عليها.
- بالطبع هناك فوائد للذكاء الاصطناعي: يقول أمين في هذا الصدد “تستطيع الشركات الناشئة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بطرق متعددة، وإحداها هو استخدامه في العثور على الرؤى ضمن بياناتها بعد بذل الجهد في جمعها، وهو أمر منوط بالخبرة. فعلى سبيل المثال، يستطيع موقع التوظيف الاستفادة من النهج المستند إلى الذكاء الاصطناعي في تقديم توصيات بشأن أفضل الموظفين المحتملين، كما ويمكن للشركات الأخرى استخدامه في التنبؤ بالعائد على الاستثمار في الشهور القليلة القادمة. وعن نفسي أجد الذكاء الاصطناعي وسيلة جدّ ملائمة، ويمكن أن تكون ذات قيمة عالية في الشركات الناشئة إذا تمت مكاملتها بشكل جيد.”
- اعرف أين أنت الآن، وإلى أين تنشد الوصول: على سبيل المثال، وسواءً أكانت شركتك ترغب في استهلاك الذكاء الاصطناعي أو تزويد الآخرين به، فهناك فوائد لكلا النهجين. وكمستهلك قد تتساءل: كيف بإمكاني استخدام الذكاء الاصطناعي لصالحي؟ في حين أنك كمزود خدمة قد تسأل: ما السوق المستهدف؟ وما الجمهور المستهدف أيضاً؟ وهذه بعض من الأسئلة التي يجب عليك طرحها والإجابة عليها إذا أردت الانخراط في مجال الذكاء الاصطناعي.
- المنافسة: دعنا نكن واقعيين، المنافسة موجودة على الدوام، والسؤال الآن هو، كيف ستتمكن شركتك الناشئة من المنافسة؟ حسناً، هذا يعتمد بشكل كبير على طبيعة النظام البيئي التنافسي وعلى مجال عملك. ففي بعض المجالات يمكن أن يصبح الذكاء الاصطناعي ميزة تنافسية لشركتك.
- قد تكون هناك عواقب: نحن لا نقول بأن العواقب حتمية، ولكن في حال لم يتم تنفيذ الذكاء الاصطناعي بصورة صحيحة، فقد تواجهك بعض المشاكل، وبحسب أمين “ما تقوم بإدخاله إلى خوارزميات الذكاء الاصطناعي سيتحكم بنوع الجودة التي تنشأ عنها. لذلك عليك أن تكون حذراً للغاية في اختيار البيانات التي بها تشكّل آلة صنع القرار الذكي لديك، إذ يمكن لقيمنا وما ننحاز إليه أن يؤثر على ما نتخذه من قرارات. ومثال جيد على هذا هو موضوع التوظيف، إذ يجب عليك أن تكون غاية في الحياد عند تدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وإلّا فستقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لديك باختيار المرشحين بناءً على الأسباب الخاطئة. فقد تُظهر نتائج جيدة، ولكن في الغالب يصعب فهم الأسباب وراء حكمها، وهو أمر غير مقبول أبداً للمهام التي تتطلب تبريرات قوية مثل المسائل القانونية والجوانب البشرية لمجتمعنا.”
- قد يكون الاستغناء عن البشر فكرة سيئة: وذلك لأنه أمر محفوف بالمخاطر، ويقول أمين “من المهم دراسة بعض الآثار الأخلاقية قبل تقديم الذكاء الاصطناعي والأتمتة إلى مكان العمل، إذ يمكن بسهولة تدمير أجواء العمل وبناء بيئة سامة إذا تم إدراج الذكاء الاصطناعي بطريقة خاطئة”. ونحن نوافقه الرأي تماماً، ولكن من ناحية أخرى، فالذكاء الاصطناعي لا يزال في مراحله الأولية وإلى الآن لم يتطور بشكل كامل ليحل بشكل كامل محل البشر.
وبشكل عام، فنحن لم نصل بعد للمرحلة التي يمكن فيها للشركات تبني الذكاء الاصطناعي بشكل كامل دون التفكير في العواقب. ومما لا شك فيه أن الذكاء الاصطناعي يمتلك قدرات هائلة لمساعدة الشركات الناشئة على التفوق والنمو، وهو أمر يزداد مع مرور الوقت. وتستطيع الشركات الناشئة النظر إلى الذكاء الاصطناعي بكونه أداة فعالة في عملياتها اليومية… دعنا نأمل فقط ألّا يتحول العالم لما كان عليه في فيلم I, Robot!
إذا كنت تفكر في تجربة الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب، لا تنسَ الرجوع إلى هذه المقالة وقراءتها مجدداً، فهي بغاية الاهمية!