قد لا نتمالك أنفسنا ونعبر صراحة فنقول: ولكن ليس كل شركة ناشئة ناجحة موجودة اليوم ستبقى على نجاحها بعد بضعة سنين من الآن. وقد يرجع ذلك إلى وجود مستوىً معين من عامل الخطورة والذي يرتبط بالمشهد الريادي في العالم ككل والذي يحرص على إبقاء الشركات التي تستحق البقاء فقط، والتي ضمنياً تستطيع التكيف والازدهار على المدى البعيد. وقد يكون ذلك من أهم الأسباب التي تدعو للقلق من وجهة نظر الباحثين عن العمل والذين يفكرون ملياً قبل العمل في شركة ناشئة.
ومن ناحية أخرى، فالنتائج الجيدة لا حصر لها إذا اقتنصت الفرص واستغللتها بشكل جيد. وكمثال لنا أن نذكر: جوجل، وأوبر، وفيسبوك، وAirbnb، أو أي شركة ضخمة أخرى لها أثر كبير على حياتنا اليوم. فقد بدأت كل تلك الشركات –في معظم الحالات- من مكاتب صغيرة تحوي بضعة موظفين، ومع ذلك، لم تكن تلك الشركات لتحقق هذا النجاح المبهر لولا هؤلاء الموظفين المتسّمين بالتفاني، والمهارة، والإصرار.
وبالتأكيد لك الحق في القيام ببحث شامل عن الشركة التي تود الانضمام إليها لتتعرف على إمكانياتها على المدى البعيد. ولكن حالما تصبح مقتنعاً بفكرتها وطريقة عملها، لا تدع الخوف يتملكك. فعلى سبيل المثال، إذا سنحت لك الفرصة للعمل في شركات بحرينية ناشئة شديدة الشهرة مثل GetBaqala، والتي تهدف إلى إحداث أثر إيجابي كبير في سوق توصيل البقالة، أو شركة ONEGCC والتي تهدف إلى إحداث الأثر نفسه ولكن في مجال التوظيف في منطقة الخليج العربي، فهل ستتخلى عن هذه الفرصة لكونهما من الشركات الناشئة التي لا يزيد عمرها عن بضعة أعوام؟
من خلال هذه المقالة، ستتعرف أكثر على مزايا متعددة ترتبط بالعمل في الشركات الناشئة، وهي مزايا لا تجدها في أي وظيفة أخرى، وتشمل ما يلي:
1) مسؤوليات أكبر تعني بيئة تعليمية أفضل
ما يعنيه العمل في شركة ناشئة هو أنك جزء لا يتجزأ من فريق صغير – وهو فريق يمتلك كل فرد فيه دوراً هاماً وفريداً. وبينما يبدو الأمر وكأنك ستكون مُثقلاً بالمسؤولية، فلا تنسَ أن المزيد من المسؤوليات يرتبط بالمزيد من ظروف العمل التي ستساعدك على تحسين وتوسيع مجموعة المهارات لديك. وكمثال، ستتعلم كيفية العمل ضمن الفريق، أو كيفية جمع التمويل، أو تخصيص الميزانية، أو تطوير المنتج.
ودعنا لا ننسى أنّ مهاراتك المحسّنة ستجعل سيرتك الذاتية أكثر جاذبية في عيون من ستعمل لديهم مستقبلاً. وبالطبع، فالمعرفة والخبرة اللتان اكتسبتهما لا تقدران بثمن.
2) عملك الجاد سيتم تقديره
على العكس من الشركات الضخمة، يُعتبر التسلسل التنظيمي الهرمي المعقد مفهوماً غريباً على الشركات الناشئة التي تتألف من موظف واحد أو بضعة موظفين؛ وبالتالي ستتم ملاحظة قدرتك على تتبع المشكلات وحلّها بسهولة.
3) أثر واضح لقراراتك
في الشركات الكبيرة يُعتبر نطاق القدرة على المناورة محدوداً للغاية؛ حيث تكون في الغالب جزءاً من فريق كبير، ويُتوقع منك العمل على مسألة تفرضها الإدارة أو رئيسك المباشر، ويكون دورك محدوداً للغاية وكذلك تأثيرك على القرارات الهامة في الشركة.
أمّا في الشركات الناشئة، فستمتلك درجة أكبر من التأثير والسلطة لاتخاذ القرارات الهامة. كما وبإمكانك الوصول للإدارة العليا بسهولة كبيرة، والتي بدورها تأخذ رأيك بعين الاعتبار على عكس الشركات الضخمة. في الشركات الناشئة سيتسنى لك الانخراط بشكل أكبر في عملية اتخاذ القرارات وتحديد الخطط الإجرائية، وبالتالي ستلحظ وبسهولة تأثير جهودك وآرائك على قرارات الشركة على أرض الواقع. وهو ما يخلق لديك إحساساً بالإنجاز ويضيف الكثير إلى رضاك عن وظيفتك.
4) امتلاك معرفة أعمق بفنّ بناء الشركات الناشئة
كما سبق أن ذكرنا، لا تعتمد معظم الشركات الناشئة – خصوصاً تلك التي لا تزال في مراحلها الأولية- تسلسلاً وظيفياً هرمياً معقداً، يتم فيه تحديد دور لكل فرد بصورة صارمة. لذا ليس من الغريب أن يتم إسناد عدة أدوار للموظف نفسه اعتماداً على تجربته وكفاءته. لذا وإن شاءت الأقدار وانضممت إلى شركة ناشئة، فتوقع القيام بعدة أدوار مختلفة، والتي ستُكسبك معرفة أعمق بكيفية مباشرة الأعمال على المستوى التنظيمي.
وهو ما يُعتبر تجربة لا تقدر بثمن يمكنك توظيفها في إنشاء شركتك الناشئة إن كنت تخطط لذلك.
5) الحرية والمرونة!
هل تساءلت يوماً عن سبب فرض الشركات الكبرى العديد من السياسات والإرشادات الصارمة؟ حسناً، يعود ذلك ببساطة إلى أنه وفي منظمة يعمل لديها آلاف الموظفين، من السهل على الحرية والمرونة غير المحسوبة أن تمهّد الطريق للفوضى وعدم الانضباط وعدم الفعالية. ولكن هذه ليست مشكلة في الشركات الناشئة حيث تكون الفرق أصغر وإدارتها أسهل.
لذا ليس من الغريب أن بعض كبريات الشركات في عالمنا اليوم تشدّد على امتلاك فرق متعددة داخلية أصغر بدلاً من امتلاك أقسام أكبر. فعلى سبيل المثال، أتى جيف بيزوس،، مؤسس أمازون ومديرها التنفيذي بـ قاعدة اثنتين من البيتزا والتي فيها يقول بأنّ على الفِرق الداخلية أن تكون صغيرة بحيث تكفي اثنتين من البيتزا لإشباع جوعها. وبحسب بيزوس، قاد هذا وبشكل كبير إلى تحسين الإنتاجية وتطوير المنظمة ككل، والذي هو بالضبط سبب نجاح معظم الشركات البحرينية الناشئة.
تميل الحرية الفردية إلى أن تكون إحدى ركائز ثقافة الشركات الناشئة اليوم طالما استطاع الموظفون إنجاز مهماتهم. هل ترغب في العمل من المنزل في أي وقت تختاره؟ حسناً ، لم لا – طالما أنه لا يعيق سير العمل وكفاءة الفريق.
من المزايا الأخرى للشركات الناشئة أيضاً:
- لا يتم فرض قواعد صارمة على اللباس، ما يعني أنّ أحداً لن يحكم عليك بالنظر إلى ما ترتديه.
- تكون فيها ضمن مجموعة متماسكة كالعائلة تماماً، ما يعني عدم القلق بشأن سياسات المكتب.
- بما أنّ الشركات الناشئة تعمل عادة بميزانيات محدودة، فهذا يعلمك كيف تكون مقتصداً. فإن لم يفدك هذا على المستوى الشخصي، لا شك أنه سيفيدك على المستوى المهني إذا رغبت يوماً في تأسيس شركتك الناشئة.
- وعلاوة على كل ما سبق، يمكن أن تكون الروح الريادية مُعدية في المجتمعات الريادية، لا سيّما بوجود العديد من الفعاليات والمنافسات الريادية والتي يتم عقدها في جميع أنحاء المملكة وعلى مدار العام، بما في ذلك: أسبوع ستارتب بحرين، وأسبوع التكنولوجيا، وستارتب ويكند، والطريق إلى قمة الويب، ومنافسة FACE-OFF، وغيرها.
ولتوضيح النقطة الأخيرة: من خلال العمل في إحدى الشركات البحرينية الناشئة، ستمتلك الفرصة المثلى للتواصل واستقاء الإلهام من موسّسي وفِرق الشركات الناشئة الناجحة ليس فقط من البحرين، ولكن من جميع أنحاء العالم. ولا شك أنّ النظام البيئي الريادي في البحرين يزدهر أكثر من أي وقت مضى بدعم من المجتمعات المحلية القوية والمنصات الناجحة مثل ستارتب بحرين.
ومنصة ستارتب بحرين لا تفيد روّاد الأعمال فحسب، فهي بشكل أو بآخر منصة تضمّ شبكة من المستثمرين، والمبتكرين، وصنّاع السياسات، والمسؤولين الحكوميين، وبشكل عام أي شخص أو جهة تساهم في جعل البحرين مركزاً لنجاح ريادة الأعمال.
باختصار: إذا كانت لديك نية لإطلاق مشروعك الخاص في وقت معين في المستقبل القريب، لربما يكون الانضمام إلى شركة ناشئة اليوم مساراً مثالياً عليك أخذه بعين الاعتبار. ومن ضمن مزايا أخرى، سيمكّنك العمل في شركة ناشئة من بناء شبكة من المعارف، ومن الاطلاع على مفاهيم رئيسية تتعلق ببناء مشروعك ورعايته.
والآن وبعد أن اطلعت على أبرز مزايا العمل في الشركات الناشئة، فقد يكون الوقت قد حان للبحث عن فرص للعمل في قطاع الشركات الناشئة باستخدام منصات التوظيف البحرينية مثل Majra، أو ONEGCC.
حظاً موفقاً 🙂