إنّ العلاقة بين التعليم الجامعي والشركات الناشئة مثيرة للاهتمام؛ إذ أنّ العديد من الأشخاص المهمين والمؤثرين القادمين من وادي السيليكون أمثال: مارك زوكربيرغ، وستيف جوبز، وبيل غايتس لم يكملوا تعليمهم الجامعي.
وهذا لا يعني أنّ التعليم الجامعي ليس بتلك الأهمية، فالتعليم في يومنا الحاضر يعتبر أداة قوية للتنقل في سوق العمل الذي يتميز بالمنافسة والصعوبة.
وكما يقول المثل “شدة المحن تشحذ الهمم”، ووفقاً للمثل يتوجب عليك استكشاف المهارات والمعلومات التقنية اللازمة وتعلمها باستمرار حتى تصبح رائد أعمال ناجح.
لقد قمنا بجمع قائمة من 5 مهارات قيمة يحتاجها كل رائد عمل لتساعده في إطلاق الشركات الناشئة هنا في البحرين:
- تعلّم البرمجة: إذا كنت تنوي تأسيس شركة ناشئة تُعنى بالتقنية، يتوجب عليك ودون أدنى شك أن تتعلم البرمجة وأن تفهم منطق الحاسوب. حتى وإن كنت تنوي الاستعانة بمبرمج أو مطوِّر تطبيقات ولم تكن تنوي بناء المنتج بنفسك. إن كنت ترغب في تعلُّم هذه المهارات بنفسك، فيمكنك الدخول في دورات مفتوحة على شبكة الإنترنت (MOOCs). كما يمكنك أخذ دروس علم الحاسوب البرمجيات (EdXs) من هنا، أو أخذ دروس كورسيرا من هنا. ولكن إن لم تكن ترغب في إنشاء شركة تقنية فبإمكانك تخطي هذه الخطوة.
- نمِّ خبراتك في مجال المبيعات: قد تستطيع تجاهل جميع المهارات المذكورة في هذا المقال عدا المهارة المتعلقة بالمبيعات. فهي من أكثر المهارات القادرة على مساعدتك في مشروعك بغض النظر عن نوعه! ولكن التعلُّم المجرد للمبيعات لا يكفي، إذ عليك ممارسة هذه المهارة بشكل عملي أيضاً. فالمبيعات جزء مهم من عملية إقناع واكتساب الزبائن. ويمكنك العمل بوظيفة مندوب مبيعات لمنتج ما لتتعلم المهارات القيمة التي لن تتعلمها بأي طريقة أخرى.
- الابتكار في عملية التسويق: إنّ طرق التسويق والدعاية التقليدية تم استبدالها جميعها بالطرق الرقمية؛ ولذلك يتوجب عليك التفكير بطرق مبتكرة للترويج لشركتك الناشئة وللمنتج الذي تقدمه، وعليك أن تتعلم كيفية تطوير وقياس فعالية حملات التسويق المتكاملة والدعاية الرقمية، وفعالية وسائل التواصل الاجتماعي وإدارة علاقات العملاء، بالإضافة إلى وجوب تعلُّم كيفية الإتيان بمحتوى جيد للمواقع الإلكترونية والاستمرار بتحديثه، وكيفية تصميم حملات الدعاية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وإنشاء عروض تقديمية تفاعلية، وتصميم المواقع الإلكترونية بطريقة جذابة إيضاً. فالأمر يتعدى معرفتك الأساسية بمايكروسوفت أوفيس – وعليك كذلك إتقان العمل على Trello، وMailChimp، و Hootsuite، وغيرها.
- تعلم المحاسبة الإبداعية: تعتبر من أكثر المهارات المذكورة رتابة (إلا أنها الأكثر قيمة)، فالمحاسبة تجعلك أكثر قدرة على فهم أساسيات وتفاصيل مصاريفك و نفقاتك. كما تعتبر المصطلحات المالية، والبيانات والمقاييس مفاهيم أساسية عليك أن تتعلمها مبكراً (أو في مرحلة ما على الأقل) فهي ستساعدك على تتبع وتقييم نمو شركتك الناشئة. وتمثل المحاسبة الإبداعية على وجه الخصوص حجر الأساس لمنهجية الريادة الرشيقة. للمزيد من المعلومات اضغط هنا.
- كن قادراً على العمل ضمن الفريق: إنّ العمل كفرد ضمن الفريق له ميزاته! هل تذكر عندما تمّ إجبارك في مرات عديدة على العمل ضمن مجموعة في المدرسة أو الجامعة؟ لا شك أنك اكتسبت عندها معلومات أكثر حول الأشخاص أنفسهم وكيفية التعامل معهم، وحول التحفيز وكيفية إتمام المهام. فالقدرة على العمل بصورة تعاونية بغض النظر عن الظروف التي تواجهها مع فريقك تعتبر مهارة قيمة – لذلك استفد من كل فرصة تتاح لك للعمل في مجموعات في المدرسة أو الجامعة. ومن الجيد كذلك أن تقوم بالتطوّع والتدرّب، و/أو العمل بوظيفة بدوام جزئي.
ويعتبر التطوع مفيداً على مستويات عدة: فأولاً يعطيك فرصة للاستكشاف، ويسمح لك بالالتقاء والتواصل مع أشخاص من خلفيات متنوعة، ويعطيك فرصةً لاكتساب مهارات جديدة. وسواءً تطوعت في إحدى الجهات الخيرية المحلية أو ضمن المجتمع الجامعي، فيساعدك ذلك على بناء مهاراتك الشخصية.
والكلام نفسه يقال عن التدريب. فالمعرفة التي تكتسبها من العمل على المشاريع الجامعية ستبقى نظرية ما لم يتم استخدامها بشكل عملي. لذلك قم بالبحث الجاد عن فرص التدريب و/ أو الوظائف ذات الدوام الجزئي في إحدى الشركات الناشئة المحلية أو في أحد المشاريع الصغيرة والمتوسطة المحلية. وفي هذا الصدد تعتبر كل من Majra و OneGCC منصتين رائعتين للبحث عن فرص عمل جديدة.
وبالجمع ما بين التعليم والخبرة، فقد تحصل في النهاية على وظيفة أحلامك. ما عليك سوى اختيار التخصص الذي تستطيع من خلاله النمو والتطور. وتذكر حتى وإن لم تستطع تعلّم هذه المهارات في الجامعة، فلا يزال بإمكانك تعلمها إلكترونياً عبر منصات عدة مثل:
Udacity ، وUdemy، وCode School، وCode Academy.