على الرغم من أنّ الأمر يبدو بعيد المنال، ولكن تخيّل معنا عالماً حيثُ تسير الموضة والتكنولوجيا فيه معاً بكل سلاسة… هذا بالضبط ما تنوي جليلة عرب القيام به من خلال تقديم أولى حاضنات الأزياء في البحرين.
لقد تعرفنا في ستارتب بحرين إلى أشكال عديدة للتكنولوجيا مثل: التكنولوجيا المالية والتكنولوجيا الطبية والتكنولوجيا التعليمية وغيرها، ولكن هذه هي المرة الأولى التي نصادف بها جهة تختص بتكنولوجيا الأزياء. تقدم حاضنة البحرين للأزياء (BFI) تكنولوجيا حديثة وعصرية يمكن الاستفادة منها في صناعة الأزياء في المملكة، ولكن كيف تقوم الحاضنة بذلك؟ لمعرفة ذلك قابلت ستارتب بحرين مالكة (BFI) وتحدثت معها حول هذه الفكرة المبتكرة.
أحبت جليلة عالم الأزياء منذ الصغر، وأثناء نشأتها امتلكت أمها مشغلاً ومعهداً للأزياء في المغرب، لذلك وبصورة عفوية توجهت جليلة نحو هذا المجال في سن مبكرة وقررت أن تحول اهتمامها بهذا المجال إلى مهنة تحترفها.
تقول جليلة “لقد حصلتُ على عدة درجات من إلباز وعلى درجة البكالوريوس في مجال تصميم الأزياء وتكنولوجيا الألياف وتصميم الأوتوكاد وإدارة الأزياء الراقية من جامعة بوكوني.”
بعد تخرجها عملت جليلة لدى بروغرتيكس كمديرة لقسم العينات الذي كان مرتبطاً بالتصاميم الخاصة بكبار العملاء. وبعد ثلاث سنوات قررت البدء بمشروعها الخاص في المغرب مستعينة بالمواهب من خارج المؤسسة التي كانت تعمل لديها، وهو مشروع تم بيعه بنجاح خلال خمس سنوات من بدئه.
وبعد ذلك بسنوات قليلة، قررت أن تقدُم مع موهبتها إلى البحرين، وتقول في هذا الصدد “بعد استقراري في البحرين، بدأت مشروع لمسات، وفيه ركزت على ملابس السهرة والملابس التقليدية. وأنشاتُ أيضاً خطاً لتوزيع الأزياء بالجملة بهدف توفير المنتجات لـ كازينو جروب والفطيم.”
ولم تأتي خبرتها في المنطقة والتي تصل إلى 22 عاماً من فراغ فقد واجهت جليلة العديد من التحديات في هذا المجال، وتقول ” التحديات التي تواجه صناعة الأزياء في البحرين عديدة. بدءاً من محدودية المواد الخام والموارد المهارية وانتهاءً بنقص معاهد الأزياء الاحترافية.” ولكن كيف استطاعت التغلب على هذه التحديات وبناء مشروع ما من الصفر؟
قالت جليلة “لقد كنت جزءاً من نقاش الطاولة المستديرة والذي نظمته روّاد في العام 2015، وخلاله حثّ معالي خالد الرميحي روّاد الأعمال في شتى المجالات على التعاون معاً لمواجهة التحديات المشتركة والتغلب عليها. وهذا ما حفزني شخصياً لإنشاء حاضنة للأزياء لمساعدة الشركات الناشئة في امتلاك المعرفة الملائمة والإتيان بتصميمات وعلامات تجارية مبتكرة تساعد في جعل البحرين مركزاً عالمياً لتصميم الأزياء.”
خبرتها الهائلة في مجال الأزياء ومعرفتها الواسعة بالمنطقة جعلتها تدرك الإمكانيات والفرص المفقودة، وبعد تفكير عميق واتتها فكرة حاضنة البحرين، والتي من خلالها تستطيع ملء هذا الفراغ.
تهدف BFI إلى مساعدة المصممين الجدد على التفكير بشكل غير مسبوق وعلى إنتاج تصاميم مبتكرة تستطيع التنافس على المستوى العالمي. ستوفر الحاضنة برامج تعزيزية منظّمة لمساعدة المصممين في المراحل كافة بدءاً من تكوين الفكرة والإتيان بالعلامة التجارية وتنفيذ التصميم، وحتى التصنيع والترويج والتوزيع.
والسؤال الرئيسي هو كيف يتم تضمين التكنولوجيا في هذا كله؟ على الرغم من كون مصطلح تكنولوجيا الأزياء غريباً بعض الشيء إلّا أنّ الأزياء بطبيعتها شكل من أشكال التكنولوجيا. “فالإتيان بأنواع جديدة من الأقمشة باستخدام مواد وعناصر مختلفة، وكذلك قصّ قطعة من القماش وتحويلها إلى قطعة هندسية ديناميكية تتسم بكونها عملية وفنية هو بحدّ ذاته قفزة تكنولوجية.”
وإضافة إلى ذلك، تقول جليلة ” تُستخدم التكنولوجيا في إنتاج الأزياء ولكن في وقتنا الحالي يتجه قطاع الأزياء نحو ما هو أبعد من ذلك، ففي حقيقة الأمر أضحت الملابس بحد ذاتها شكلاً من أشكال التكنولوجيا، فها هي الصناعة تضيف نُظُماً جديدةً من تكنولوجيا النسج إلى الأقمشة، ولنا أن نذكر بروجيكت جاكارد كمثال والتي تقوم بتحويل الملابس إلى أسطح تفاعلية باستخدام أقمشة حساسة للمس، وتكامِل الأجهزة في الملابس باستخدام تكنولوجيا النانو أو أصباغ الكروم الحرارية.”
تستطيع BFI توفير آلات القطع بالليزر، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والتصاميم الحاسوبية، وطباعة رسوم التطريز والأقمشة. ” نستخدم في مشاغلنا الأقمشة المطوّرة تكنولوجياً والحساسة للضوء والحرارة. وسنقوم بتقديم تكنولوجيا المنسوجات وتقنيات معالجة الأقمشة؛ والتي تقوم بتغيير المادة نفسها وتطوّر تجربة الزبائن الشاملة وعلاقتهم بالأزياء.”
توفر الحاضنة خدمات بناء المعرفة من خلال ورشات العمل وعروض الأزياء والإرشاد الشخصي والتي بمجملها ستكون متاحة لجميع محبي الموضة والأزياء، والشركات الناشئة والمشاريع القائمة. وتخطط الحاضنة لاحتضان 10 شركات ناشئة على مدى سنتين من الزمان لمساعدتها على تأسيس وإطلاق مشاريعها.
وستقوم BFI بتوفيرمساحة عمل لـ 10 شركات ناشئة باتباع برنامج منظّم. “في كل مرحلة من مراحل البرنامج ستكتسب الشركات الناشئة المعرفة والمهارات التي ستساعدها على الوصول إلى المستوى التالي. وفي نهاية الأمر، سيتم إمداد هذه الشركات بالأدوات والمعرفة العملية وسيتم دفعها نحو عدد من القنوات التي ستجعلها قادرة على المنافسة على المستوى العالمي.”
“وفي آخر مراحل الاحتضان، ستمتلك الشركات الناشئة المعرفة والأدوات اللازمة للاعتماد على ذاتها والتصرف بحرية واقتناص الفرص حيثما تجدها. فنحن سنقوم بتحويل محبي وهواة التصميم من تابعين ومقلدين إلى مصممين محترفين قادرين على الإتيان بتصاميم مبتكرة وقادرين على المنافسة عالمياً.”
تمتلك البحرين جميع الإمكانيات لتكون مركزاً لتكنولوجيا الأزياء في المنطقة وذلك من خلال تحفيز ثورة تكنولوجية جديدة. احرص على زيارة الموقع الإلكتروني لحاضنة البحرين للأزياء للتعرف على البرامج التي تقدمها، واتبع ستارتب بحرين على الإنستغرام ليتسنى لك متابعة كافة الأحداث والأخبار.