ما الذي تحتاجه البحرين لتتبنى تكنولوجيا البلوك تشين والبيتكوين؟
نظراً للتصاعد المفاجيء لتكنولوجيا البلوك تشين والبيتكوين على مستوى العالم.. فقد آن الأوان لتبني هذه التكنولوجيا في البحرين لتعزيز للنظام البيئي الريادي فيها.
مؤخراً، واستجابة لاستفسار جاء في منتدى الابتكار MIT والذي عُقد في المنامة عاصمة البحرين، قال معالي السيد خالد الرميحي المدير التنفيذي لـ مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين أنّ البحرين “منفتحة على تبني البيتكوين”، وأضاف أنّ المختبر التنظيمي هو الطريقة السليمة للقيام بذلك فمن خلاله تسمح الدولة بإجراء التجارب ضمن بيئة منضبطة. وصرّح كذلك بأنّ التبني الوطني لتكنولوجيا البلوك تشين أساسيٌ في جعل البحرين رائدة في مجال التكنولوجيا المالية.
قام البنك المركزي البحريني مؤخراً بإطلاق مختبر تنظيمي لتطوير وتسهيل عملية تطوير التكنولوجيا المالية بطريقة محسوبة. ويمكن تعريفه بأنه “مساحة آمنة تستطيع الشركات من خلالها اختبار منتجاتها وخدماتها ونماذج الأعمال الخاصة بها وآليات تقديم الخدمات دون الاضطرار إلى اتباع أنظمة صارمة والحصول على موافقات متعددة. وهذا ببساطة يسمح للشركات الناشئة ومؤسسات التكنولوجيا المالية باختبار وتجربة أفكارها وحلولها المصرفية. وإلى الآن قامت أربع شركات بالتقدم للمشاركة في هذا المختبر، وتمت الموافقة بالفعل على اثنتين منها.
والآن ماذا عن البلوك تشين والبيتكوين؟ وما هما بالضبط؟
كما هو معروف، فإن البيتكوين هو اسم يطلق على العملة الرقمية، أمّا البلوك تشين فهو دفتر حسابات يتتبع أرصدة وتحديثات المستخدمين – لذلك يمكن اعتباره سجلاً للمعاملة أو دفتر حسابات موزع يتتبع المعاملات التي تتم بين عدة أطراف.
وما يجعل تكنولوجيا البلوك تشين مثيرة للاهتمام هو خصائصها الأساسية والتي يمكن تطبيقها على جميع المعاملات على اختلافها:
- يوافق جميع الأطراف ويؤكدون على حدوث المعاملة.
- يوافق جميع الأطراف ويؤكدون على هويات الأفراد المشاركين في المعاملة.
- يوافق جميع الأطراف ويؤكدون على وقت المعاملة.
- من السهل مراجعة تفاصيل المعاملة والتي تُعتبر غير خاضعة للنزاع.
- مع مرور الوقت يبقى دليل المعاملة هو ذاته دون أي تغيير.
ويتم دمج كافة هذه الميزات لتشكيل نظام يقوم بتوقيت وتسجيل كافة المعاملات بطريقة آمنة ودائمة يسهُل تدقيقها مستقبلاً. ولمعرفة المزيد حول البلوك تشين اضغط هنا.
ومن الأمثلة الكلاسيكية على استخدام البلوك تشين في الشركات الناشئة هي شركة Esanjo التي أسسها عمر قاسم وهو رائد أعمال متسلسل أسس أيضاً شركة JadoPado الشهيرة. ومن الجدير بالذكر أن بنك أبو ظبي الوطني (NBAD) أصبح أول بنك في الشرق الأوسط يستخدم تكنولوجيا البلوك تشين.
تسعى البحرين لتصبح رائدة في مجال التكنولوجيا المالية، وحسب ما قال معالي السيد الرميحي فإن التبني الوطني للبلوك تشين أساسيٌ في تحقيق ذلك ” لا شك أنّ القدرة على اعتماد البلوكشين على المستوى الوطني تُعتبر فرصة كبيرة للبحرين للتحرك نحو دائرة الضوء كرائدة في هذا المجال” وقد قال معالي السيد الرميحي في المنتدى المالي لدول مجلس التعاون والذي تمّ عقده في المنامة في بداية العام ” ستفتح البلوك تشين إمكانات ومجالات عدة أمام الشركات على ذات النحو الذي قام به الإنترنت والبريد الإلكتروني قبل عدة سنوات.”
وفي هذا السياق، دعونا لا ننسى أيضاً ما صرّح به ديفيد باركر، المدير التنفيذي للخدمات المالية وتطوير الأعمال في مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين في مقابلة أجرتها معه فوربس الشرق الأوسط، حين قال “إنّ البحرين، وبكونها محوراً مالياً مستقراً في منطقة الخليج العربي خلال الـ 40 عاماً الماضية، تموضعت بصورة جيدة لتكون محوراً إقليمياً رائداً في مجال التكنولوجيا المالية. وعلى أي حال، فقد أدركنا أن بعض المتطلبات التنظيمية قد تجعل الأمر أكثر تعقيداً للمؤسسات الراغبة بتجربة وتبني بيئة سريعة التغير.”
وكما هو واضح، أصبحت البحرين الآن مهتمة بالبيتكوين والعملات الرقمية. ووفقاً لما ذكره معالي السيد خالد الرميحي،فأن وزارة المالية البحرينية حريصة على تبني البيتكوين وإصدار السندات بالعملة الرقمية. وتأمل الحكومة البحرينية أن تتصدر قائمة الابتكارات في مجال التكنولوجيا المالية، كما أنها متحمسة لتبني تجربة العملة الرقمية من أجل التقدم والمضي قدماً.
ودون أدنى شك فإنّ هذا سيعزز طموح البحرين في تبني التكنولوجيا الرائدة وسيعزز رغبتها في الابتكار. وكما صرّح معالي السيد الرميحي، فإنّ التبني الوطني لتكنولوجيا البلوك تشين سيمكن البحرين من أن تصبح رائدة في هذا النظام البيئي المزدهر، ويؤمن بأنّ المجال المالي بمجمله تأثر بتكنولوجيا البلوك تشين، وما تقوم به البلوك تشين الآن هو بدء حقبة جديدة لإتمام المعاملات الشخصية عبر الإنترنت وإعادة تشكيل المشهد الائتماني بشكل تام. وفي هذا الصدد يأمل أن تتمكن البحرين من تطوير نظام بيئي مزدهر خاص بالبلوك تشين.
وقد قال معالي السيد خالد الرميحي أن شركة بيتكوين سعودية كانت ترغب في افتتاح مكتب لصرف البيتكوين في البحرين “نحن نعمل وبالتعاون مع البنك المركزي البحريني لتنفيذ هذا الأمر” وأضاف “لا ُأحبذ في أن أكون في موقع المشرّع اليوم؛ لأننا ملزمون بحماية المستهلك. وهناك مخاوف حول التمويل وحول مكافحة غسيل الأموال. وسنستفيد من المختبر التنظيمي للسماح بإجراء التجارب على نطاق ضيق.”
ومع وجود هذه التطورات المبتكرة في الأفق، ستدخل البحرين إلى عالم التكنولوجيا المالية بكونها أحد اللاعبين الرئيسيين في النظام البيئي العالمي لريادة الأعمال – وهو حلم تسعى ستارتب بحرين إلى تحقيقه منذ إنشائها.