الطريق إلى النجاح محفوف بالتحديات والصعوبات وكثيرون اضطروا إلى مجابهة هذه الصعوبات ولو لمرة واحدة في حياتهم، في علاقاتهم مثلاً وفي أعمالهم وحتى في مرحلة الدراسة عند الخضوع للامتحانات، ولا شك أن روّاد الأعمال الذين يحاولون إطلاق مشاريعهم سيواجهون التحديات ويعملون على تخطيها لتحقيق النجاح.
نقابل العديد من الأشخاص بصورة يومية، ولكن بعضهم قادر على إحداث التغيير الإيجابي في حياتنا، وبعضهم يبقى معنا لدعمنا في كل مرحلة نمر بها وهؤلاء الأشخاص هم “المرشدون”.
ولنكن صادقين، فكل شخص ناجح كان وراءه من يدعمه، وهو أمر لا يدعو للخجل بتاتاً. فها هو مارك زوكربيرغ، المدير التنفيذي والمؤسس المشارك في فيسبوك صرّح مرة بأنّ ستيف جوبز كان مرشده. وبيل غايتس مؤسس ميكروسوفت والمستشار التكنولوجي فيها كان مرشده وارن بافيت. وعندما سألنا بعض روّاد الأعمال في البحرين حول هوية مرشديهم أجاب أحمد الراوي، المؤسس المشارك في تطبيق ملاعب بأن حسين حيدر من 500 Startups كان مرشده، أمّا حسين حاجي، المؤسس المشارك في Inagrab فكان إد روبيرتو مرشده وملهمه.
وجود المرشدين في الحقيقة مصدر للقوة أكثر من كونه علامة للضعف؛ ولذلك قرّرنا تحديد قائمة من 5 أسباب حول حاجة روّاد الأعمال إلى المرشدين لبدء مشاريعهم.
- ستكتسب خبرة فعلية لن تتعلمها من قراءة الكتب. اكتساب الخبرة مهم جداً من أجل التنمية والتطور الشخصي ومن أجل النجاح العملي أيضاً. وبينما تُعتبر الكتب نافعة وفي غاية الأهمية، إلا أنها ليست كوجود أحدهم إلى جانبك يشاركك خبراته وما مرّ به، وهي أمور قد تكون قريبة إلى قلبه للغاية ولا يمكن أن يتشاركها مع الغير عبر الكتب. وما يضمنه لك الإرشاد هو اكتساب الخبرة الملائمة والتي يقدمها لك الآخرون.
- تستطيع أن تضمن النجاح إن كان هناك مرشد إلى جانبك. وفقاً للدراسات والأبحاث التي أجريت حول هذا الأمر، هناك علاقة مترابطة بين النجاح والإرشاد. وفي استطلاع التدريب التنفيذي للعام 2013 ، أكد 80 % من المديرين التنفيذيين حصولهم على الإرشاد. وفي بحث آخر قامت به Sage اعترف 93% من المشاركين بأنّ الإرشاد كان سبباً جوهرياً وأساسياً في نجاحهم. يوفر المرشد لك النصح والتوجيه والدعم والتحفيز وقد يخفف من قلقك وشعورك بالضغط.
- بوجوده، تستطيع الشعور بالطمأنينة والثقة بالنفس. بحسب عدة أبحاث في هذا الموضوع، أثبتت العلاقة الإرشادية الجيدة امتلاكها أثراً إيجابياً قوياً على روّاد الأعمال من الشباب. فوجود مرشد يعني وجود شخص إلى جانبك يرشدك على طول الطريق، تستطيع التحاور معه والتعبير له عن مخاوفك ويستطيع أن يُشعرك بالطمأنينة.
- سيساعدك المرشد على البقاء في عملك وقتاً أطول. هل يؤدي وجود المرشد إلى الحفاظ على مشروعك حقاً؟ حسناً.. بحسب SBA فإنّ 30 % من المشاريع الجديدة تمتلك فرصاً ضئيلة في الاستمرار بعد أول 24 شهراً، و50 % من الشركات الباقية تستمر بالعمل لـ 5 سنين فقط. وبالمقابل فإنّ 70% من المشاريع التي امتلك أصحابها مرشدين استمرت بالعمل لمدة تزيد على 5 أعوام.
- مع المرشدين ستتجنب العديد من الأخطاء. أحد أهم فوائد وجود مرشد إلى جانبك هو أنه وفي حال كنت تقوم بأمر خاطيء سيقوم بإيقافك لكونه أكثر خبرة منك في رحلته الريادية؛ فقد اختبر المرشد بنفسه مراحل النجاح والإخفاق أثناء إدارته لمشروعه الخاص لذلك ثق بنصيحته مهما كانت. يساعدك المرشد في عدة أمور مثل تعيين الموظفين، والحصول على التمويل، والتسويق، وتطوير خطة العمل.. وغير ذلك.
ولعلك تتساءل الآن، أين يمكنني إيجاد المرشد بنفسي؟
تمتلك تمكين برنامجها الخاص بالإرشاد بالشراكة مع Mowgli ومن خلاله تقوم بتوفير المساعدة لروّاد الأعمال الجدد. ويقوم برنامج مشروعي أيضاً بتوفير التوجيه والإرشاد لهم وكذلك دعمهم في تنفيذ أفكار مشاريعهم.
وإضافة إلى ذلك، تمتلك الجمعية الريادية الشبابية برنامجاً سنوياً أطلقت عليه اسم “فرصة” تقوم من خلاله بتشجيع الطلاب على تحويل أحلامهم إلى حقيقة، بالاستعانة بالمرشدين لتوجيههم خلال العملية بأكملها. كما أن مبادرة روّاد والتي أطلقها بنك البحرين للتنمية تمتلك برنامجاً للإرشاد تسعى من خلاله إلى مساعدة روّاد الأعمال في أي مرحلة من مراحل عملهم.
وأخيراً وليس آخراً، تذكر بأنه وأن كنت تعرف شخصاً تثق به وتقدّر عمله، تستطيع دوماً أن تتواصل معه سعياً للنصيحة حول أمر ما أو حتى أن تطلب منه إرشادك على طول الطريق؛ فهذا أمر لا يدعو للخجل أبداً، ومن يدري فقد يرحب بفكرة إرشادك وتوجيهك لمساعدتك على النجاح!.
