Skip to main content

مع تطور النظام البيئي الريادي في البحرين، يحتاج المجتمع الريادي للتفكير في طرق تجعله مبدعًا، ومرنًا، وديناميكيًا. وبعبارة أخرى، حان الوقت لـ “الرشاقة” على طريقة الشركات الناشئة.

تهدف منهجية الشركات الرشيقة الناشئة، والتي ذُكرت لأول مرة في كتاب ألفه إريك رايز في العام 2014 بقصد تطوير الأعمال والمنتجات، إلى تقليص المدة المستغرقة في إيصال منتجك إلى السوق. وبالنسبة لمؤسّسي الشركات الناشئة في البحرين، يساهم إطار العمل هذا في تقليص الوقت المُستغرق في بناء وتبنّي منتجك، وكذلك تقليل المخاطر والصدمات التي قد تنتج عن الفشل.

إليك الآن بضعة استراتيجيات رئيسية عليك أخذها بعين الاعتبار إذا أردت لشركتك الناشئة أن تكون ‘رشيقة’: 

  1. لا تقضي الكثير من الوقت والجهد في جعل منتجك مثاليًا: لا تسعى للمثالية – وأطلق منتجك في أقرب وقت ممكن. فهناك عملاء مميزون سيقبلون بالحل غير المثالي الذي تقدمه، وبالتالي ستتلقى تغذية راجعة وستعرف ما إذا كان هناك ما يجب تعديله أم لا.  
  2. وبصورة مشابهة، احرص على أن يختبر المنتج القاعدي الفعال الفرضية المطروحة: يُعتبر المنتج القاعدي الفعال الشكل الأساسي الأكثر قابلية للتطبيق لمنتجك، والهدف منه هو اختبار فرضيات الأعمال الرئيسية لديك، وبناءً عليه، ستستمر بإجراء التجارب إلى أن تصل إلى مُرادك، أو إلى أن تجد أسلوبًا مختلفًا لتحقيق رؤيتك. على سبيل المثال: إذا كانت فكرتك هي “امتلاك موقع إلكتروني/ تطبيق يمكن للناس من خلاله طلب الطعام”، فإنّ ميزات أخرى مثل الترتيب الاجتماعي، ونظام النقاط قد تشتت الانتباه عن الوظيفة الجوهرية ألا وهي اختبار صحة أو نجاح فرضيتك. وبالطبع، تلك ستكون ميزات رائعة، ولكنها غير جوهرية في هذه المرحلة؛ فالمنتج القاعدي الفعال هو المنتج في أبسط صورِه.
  3. امتلك هدفًا يتألف من سطر واحد يوضح فرضية القيمة التي تقدمها: وهو هدف وبحسب أحمد الراوي المؤسس المشارك لتطبيق ملاعب “يختبر مدى قدرة الخدمة أو المنتج على تقديم القيمة للعملاء فور استخدامهم له/ لها. ومن الأمثلة العملية على ذلك، هدف ‘ملاعب’، وهو: “يجب على منتجنا مساعدة الناس على حجز الملاعب للعب كرة القدم.”
  4.  قِس بصورة مبتكرة: هذا عنصر هام من عناصر المنهجية الرشيقة- فهو مهم للقيام بتقييم مستمر لأداء عملك بالاعتماد على التحليلات والبيانات والمقاييس. فالقدرة على تتبع كيفية استخدام الناس لمنتجك، ومعرفة أكثر الميزات المحببة لديهم، قد يساهم بشكل كبير في تطوير وإنماء وتحسين منتجك ورؤيتك. طالع دليل ستارتب بحرين [X] لفهم هذه المقاييس بشكل أفضل.
  5. بمجرد أن يبدأ الناس باستخدام منتجك، فقد بدأ مشوارك الفعلي: إذ يمكنك عندها الحصول على التغذية الراجعة، وقد تفكر باستخدام ميزات مثل: البريد الإلكتروني للتأكيد، وخيار التتبع؛ لتجذب المزيد من الناس إلى تجربة النماذج الأولية ونماذج المحاكاة.
  6. اتقن عملك، وارتقِ به: إذا كنت صاحب إحدى الشركات الناشئة عليك دومًا التركيز على الارتقاء بمنتجك في الوقت المناسب. فالارتقاء في الوقت الخاطئ قد يضرّ أو حتى يدمر منتجك. لا تخلط بين الإثارة  الناتجة عن “النمو والتوسع” مع الوقت المناسب للارتقاء. ففي حالة تطبيق Eat مثلًا، حظي المنتج بشهرة واسعة في البحرين والتي كانت بمثابة منصة اختبار له قبل أن يتوسع في دبي، حيثُ عثر على جمهور مستهدف واسع سرّه استخدام التطبيق.
  7. تغيير الاتجاه مقبول: ما الذي تقوم به عندما لا تسير الأمور على النحو المخطط له؟ إنّك تغير مسارك، وهنا تبرز أهمية المنهجية الرشيقة. فلك أن تتخيل مدى صعوبة أن تغير سفينة ضخمة اتجاهها، ولكن في حالة الشركة الرشيقة فإن “تغيير الاتجاه” سهل للغاية. عندما تغير الاتجاه في هذه الحالة فأنت تقوم فقط بتغيير المسار، بينما يغدو منتجك أفضل بطريقة لم تكن تتوقعها. ينتهي المطاف ببعض المنتجات بتغيير نموذج العمل بشكل تام عمّا كان عليه عند البدء، وهذا أمر مقبول فتوجيه سفينة رشيقة أسهل بكثير من توجيه سفينة ضخمة. 

وبشكل عام، لن يساعدك بناء منتجك برشاقة على توفير قدر هائل من الوقت وحسب، بل سيتأكد أيضًا من بناء المنتج المثالي، بناءً على التجارب المتواصلة والتغذية الراجعة المستمرة.

تفرض منهجية الشركات الرشيقة الناشئة فكرة أن الفشل مقبول وعادي. فمنتجك دائم التطور، لذا لا تدع احتمالية الفشل تثبط من عزيمتك، وتقبّل الفشل بكونه فرصة للتعلم وامضِ قدُمًا وحسب.

جرّب! ابنِ بسرعة، وافشل بسرعة.