عزيزي المستثمر،
تفهم الشركات الناشئة دورك المهم الذي تؤديه في النظام البيئي الريادي في البحرين ومنطقة الخليج العربي ككل. فما تقدمه من أموال يُسهم في تمويل نمو الشركات الناشئة وتطوير الأفكار المبتكرة.
وقد ساعدنا التحدث إلى الشركات الناشئة على فهم بضعة أمور عليك الانتباه إليها عند التفكير في الاستثمار في الشركات الناشئة.
فعند سؤالنا لأمجد بوليالي، مؤسس الشركة البحرينية الناشئة المعنية بتوصيل البقالة GetBaqala، عمّا إذا كانت هناك قواعد معينة أو لائحة بما يجب تجنبه عند الالتقاء بالمستثمرين، ردّ بالإيجاب.
كمستثمر، من المهم إدراك بعض الجوانب المتعلقة بالاستثمار في الشركات الناشئة والتي قد تتعارض مع الاستثمارات التقليدية في العقارات. لا شك أنّك قد واجهت وأدركت هذه الجوانب بشكل مباشر. ولكن خلافاً للاعتقاد الشائع…
- الشركة الناشئة ليست بحاجة إلى تقييم مرتفع في بادئ الأمر: يرغب المستثمرون في التأكد من امتلاك الشركة الناشئة تقييماً مرتفعاً، ولا شك أنّ الأرقام قد تمنحك إحصاءات جيدة حول زخم الشركة، ولكنها وحدها ليست المقياس لمعرفة مدى نجاح الشركة. تجاوز الأرقام فهي ستأتي لاحقاً، وبدلاً من ذلك انظر إلى الإمكانيات. فبعض من أفضل الاستثمارات في الشركات الناشئة تمّ النظر إليه في البداية من ناحية الإمكانيات وليس الأرباح أو التقييمات. فمع الإمكانيات يأتي التقييم المرتفع، ومعهما تأتي الأرباح.
- الاستثمار في الشركات الناشئة يحمل قدراً من المخاطرة: يُعتبر الاستثمار في العقارات قابلاً للتنبؤ، وذلك بخلاف الاستثمار في الشركات الناشئة. فالشركات الناشئة لا تضمن مضاعفة رأس المال، فقد لا تحصل على أي عائدات لسنوات طوال. وبشكل أساسي، لا تتوقع تحقيق الشركة الناشئة لأرباح خيالية بين ليلة وضحاها أو في أي وقت قريب، إذ ستستغرق الشركة وقتاً قبل تحقيق أية أرباح. تحتاج الشركة الناشئة لكل المال الذي تستطيع الحصول عليه ولن تكون هناك عائدات لثلاث أو حتى خمس سنوات. كما وقد تتعرض الشركة للخسائر حتى وإن حققت الأرباح، فوفقاً لإحدى مقالات بلومبيرغ، فقد خسرت أوبر 1,2 مليار دولار في النصف الأول من عام 2016 ولم تحقق الأرباح لفترة طويلة. ولكن كما يقولون تنطوي المخاطرة الكبيرة على أرباح عالية!
- الشركات الناشئة عبارة عن تجارب: تقضي الشركات الناشئة وقتاً لا بأس به في استكشاف المشكلات وإيجاد الحلول، والتي هي عملية تتطلب القيام بالتجارب لمعرفة ما يُجدي نفعاً من عدمه. وتنظر الشركات الناشئة إلى ما تصبو إليه؛ فالقائمون على الشركات الناشئة هم أشخاص يمتلكون رؤية معينة ويرغبون في التعاون مع مستثمر يؤمن بهذه الرؤية.
- يحتاج المستثمرون إلى الشركات الناشئة: في النُظم البيئية الناضجة، هناك شعور بحاجة المستثمرين للشركات الناشئة بصورة أكبر من حاجة الشركات الناشئة للمستثمرين. وذلك لإدراكهم ما تستطيع الشركات الناشئة تقديمه عن طريق مضاعفة الاستثمار بعشرات بل ومئات المرات. كن ودوداً، ولطيفاً، ومسانداً، فإذا لم يكن بإمكانك مساعدة الشركة الناشئة أو الاستثمار فيها بشكل مباشر، فاحرص على إرشادها إلى المسار الصحيح، فقد تجني ثمار هذه المساعدة مع مرور الوقت.
- تعرف على الأشخاص القائمين على الشركة الناشئة: بالإضافة إلى قضاء الوقت في معرفة الجوانب الفنية لفكرة الشركة الناشئة، اقضِ وقتاً في التعرف على الأشخاص الذين يقفون وراءها. فبالرغم من أهمية الفكرة بحد ذاتها، إلّا أن الأشخاص ذوو أهمية أكبر؛ فهم القادرون على تحقيق الفكرة أو التخلي عنها، فقد تكون الأفكار بلا قيمة، ولكن إن توفر الوقت والمكان والأشخاص المناسبون… تُحدِث الفكرة أثراً عظيماً.
وقد تبدو هذه نصيحة مكررة ولكن انظر إلى عُمق الشركة الناشئة، فقد تتفاجأ وعلى المدى الطويل بما تستطيع الشركة الناشئة تحقيقه بشرط إمدادها بالإرشاد والدعم المالي الملائم.