قامت عملاقة التجارة الإلكترونية أمازون مؤخراً بإكمال استحواذها على موقع Souq.com مقابل 650 مليون دولار، ما يذكرنا باستحواذ روكيت إنترنت على طلبات مقابل 170 مليون دولار قبل عدة سنوات. ووجّه هذان الاستحواذان انتباه الإعلام نحو ثقافة ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا!
كيف يمكن للشركات البحرينية الناشئة تحقيق مثل هذا النجاح؟ بشكل عام تتوجه أنظار الشركات الكُبرى إلى الشركات الناشئة في المنطقة لأنها تمتلك القدرة على توليد الإيرادات المتنامية ما يجعلها مثالية لإتمام عمليات الاستحواذ. وفي هذا المقال ستقوم ستارتب بحرين بمشاركة قصتيّ نجاح Souq.com وطلبات واللذين استحوذت عليهما شركتان عملاقتان في مجالهما.
ولنبدأ بـ Souq.com، يغطي هذا الموقع منطقة الشرق الأوسط بأكملها ويصل إجمالي عدد عملائه إلى 50 مليون مستهلك، ويمتلك بنية تحتية لإتمام عمليات الدفع تتوافق مع السوق، ويقوم بعرض أكثر من 4 ملايين منتج والآلاف من المواد التجارية والتي يتم بيعها إلكترونياً.
ولكن وأثناء توسعها ما الذي جذب انتباه أمازون إلى هذا الموقع؟ حسناً، تقوم أمازون الآن بالانتقال إلى الشرق الأوسط، ولكنها لم تكن تمتلك موقعاً مخصّصاً لتغطية دول المنطقة، لذلك كان الاستحواذ على Souq.com استحواذاً استراتيجياً رفع من قوة الشركتين ووفّر زخماً فورياً لأمازون في المنطقة بدلاً من القيام ببناء بنية تحتية كاملة ونموذج خدمات من الصفر.
وقد صرّح راس غراندينيت، نائب رئيس قسم المستهلك العالمي في أمازون، قائلاً” يُعتبر Souq.com رائد التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط ويقدم تجربة تسوق رائعة لزبائنه. ونحن نتطلع إلى التعاون معه ودعمه بتكنولوجيا وموارد أمازون العالمية. وسنقوم بالعمل معاً لتوفير أفضل الخدمات الممكنة للملايين من الزبائن في منطقة الشرق الأوسط.”
وتجدر الملاحظة إلى أنه وبالرغم من توجه وسائل الإعلام إلى الحديث عن استحواذات أمازون في الشرق الأوسط، إلّا أنها ليست الأولى في المنطقة!
فقد قامت روكيت إنترنت مسبقاً بالاستحواذ على طلبات مقابل 170 مليون دولار. وفي هذا الصدد قال أوليفر ساموار، المدير التنفيذي في روكيت إنترنت “يُعتبر الشرق الأوسط أحد أكثر الأسواق جاذبية لامتلاكه إمكانيات نمو هائلة، وتوفيره هوامش EBITDA مغرية (:EBITDA هي الأرباح قبل اقتطاع الفوائد، والضرائب، وإلغاء القيمة والاستهلاك). ونرى الاستحواذ على طلبات خطوة مهمة أخرى في استراتيجيتنا ذات المدى الطويل في قطاع الغذاء العالمي.”
تستطيع الشركات التي يتم الاستحواذ عليها من قبل شركات أكبر مثل أمازون وروكيت إنترنت، أو الشركات التي يتم دفعها في نهاية المطاف إلى الخروج من السوق، إقامة شراكات استراتيجية وحصرية ضمن ديموغرافية معينة ومنطقة جغرافية محددة. وإذا كان من المتوقع أن تستغرق الشركة المستحوذة وقتاً أطول وأن تستهلك مالاً أكثر من سعر الاستحواذ الأولي، فمن المرجح أن تقوم الشركة بالاستحواذ فوراً سعياً لتوفير الموارد والوقت.
وعلى الشركات الناشئة، التي تسعى للنمو لتحتل مكانة قوية في السوق أو تسعى إلى الازدهار ليتم استهدافها في إحدى عمليات الاستحواذ، التركيز على أمرين إثنين:
- حل مشكلة تشكل عقبة كبيرة أمام نمو السوق. وكمثال، العوائق الإضافية الموجودة في مجال التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط والمتمثلة بانعدام الأمن الإلكتروني ومشاكل اتصال البرودباند. والشركات الناشئة القادرة على حل هذه المشكلات بحلول حصرية ستبدو جذابة أكثر وستكون قادرة على توليد إيرادات أكبر.
- التحقق من السوق وتشكيل شبكة من الشراكات الاستراتيجية والوظيفية والمولدة للعائدات والتي ستعطي شركة ضخمة مثل أمازون الفرصة للنمو والارتقاء. تميل الشركات الكبرى للاستحواذ على الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط والتي أثبتت بالفعل قدرتها على توليد الإيرادات، وهذا أمر يختلف عن إثبات إمكانيات الإيرادات.
ولأن العديد من شركات التجارة الإلكترونية اقتربت من نقطة الإشباع في أسواق الولايات المتحدة، فهي تقوم بالتفرّع وتقديم خدمات ومنتجات مختلفة وتقوم كذلك بالتوسع في الأسواق الأجنبية. ويجب على الشركات الناشئة في الشرق الأوسط والتي تسعى للازدهار لتكون هدفاً للاستحواذ أو تسعى للبقاء بوجود منافس قوي أجنبي جديد في سوقها أن تركز على حل مشكلة معينة للناس وأن تقيم شراكات حصرية لضمان استمرارية العمل. لذلك إن كنت تمتلك شركة ناشئة عليك أخذ هذه الأمور بعين الاعتبار لينمو عملك بشكل أفضل.
احرص على زيارة موقع ستارتب بحرين للتعرف على الشركات الناشئة الأخرى وللتعرف على كيفية تطوير عملك بمساعدة الجهات الملائمة في النظام البيئي الريادي.