Skip to main content

لا شيء أفضل من تحويل شغفك إلى مهنة ومن إنشاء مجتمع يجمع الأشخاص ذوي الاهتمامات المشتركة معاً، وهذا بالضبط ما قام به يوسف بو هزاع. فقد قرر يوسف تشكيل مجتمع يتمحور حول أكثر ما يثير اهتمامه، ألا وهو الألعاب الإلكترونية، وأطلق عليه اسم Unreal Bahrain!

يهدف يوسف إلى تأسيس ركائز صناعة تطوير الألعاب في المملكة وفي المنطقة. وبالرغم من أن البعض يرى هذا الهدف “خيالياً إلى حدٍ ما”، إلا أنّ يوسف يؤمن بإمكانية تحقيقه خلال 5 -7 سنوات مع امتلاك العقلية الصائبة.

ولكن كيف سينمو مجتمع الألعاب في البحرين، وكيف سيؤثر على النظام البيئي الريادي فيها؟ ليس هناك أفضل من يوسف بوهزاع ليجيبنا على هذه الأسئلة؟

بدأ الأمر قبل عدة سنوات أثناء حضوره  GCC Game Jam ومقابلته أشخاصاً يمتلكون الاهتمامات ذاتها مثل عبدالله القلف وأمين التاجر وطارق مختار ليدرك بذلك شغفه وحبه لتطوير الألعاب. وهذا ما قاده إلى بناء مجتمع تطوير ألعاب يرحب بالمواهب كافة. ” لقد كنت محظوظاً كفاية للالتقاء بأشخاص موهوبين في البحرين، وأنا متأكد من وجود مواهب أخرى تنتظر منا اكتشافها. وأؤمن أنه ومن خلال Unreal Bahrain سيتم إنشاء منصة للربط بين أفراد المجتمع بأكمله.”

تعقد  Unreal Bahrainاجتماعات ونقاشات وورشات عمل متعددة وتجمع ما بين المطورين الخبراء؛ وذلك لتوفير منصة مفتوحة للمشاريع وللسماح لها بتشكيل الفِرق من خلال التواصل والاستماع إلى النقد البناء. 

من المبهج رؤية مطوري الألعاب المحليين وهم يتقدمون الصفوف لبناء مشاريع طموحة وواعدة، وفي هذا الصدد يرى يوسف أنّ البحرين تتحرك في الاتجاه الصحيح، وأنّ استمرار المملكة بالتقدم بالوتيرة نفسها، سيؤدي إلى حصول أمور رائعة في المستقبل!

يؤمن يوسف بوجود فسحة للتطور والنمو على الدوام، ويؤكد على أن التحسينات الحاصلة في مجال تطوير الألعاب جديرة بالملاحظة؛ وذلك لأنّ العديد من المطورين يعملون بالفعل على مشاريعهم وعلى تشكيل استوديوهاتهم الخاصة، وعلى المشاركة في الفعاليات والمنافسات الريادية على المستويات الإقليمية. بينما يقوم الآخرون بالتوجه إلى عقد شراكات مع الأسواق الآسيوية والأوروبية. وعلى الرغم من أهمية الطلب في السوق المحلي، إلا أنه لا يعتبر السوق المستهدف للمبيعات.

لقد قُدّرت قيمة صناعة الألعاب على مستوى العالم بحوالي 98 مليار دولار أمريكي في عام 2017 وبذلك تتجاوز صناعة الموسيقى وصناعة الأفلام مجتمعتين! لذلك لا يمكننا إنكار تأثير صناعة الألعاب على الاقتصاد العالمي، ولكن كيف تؤثر هذه الصناعة على الاقصاد البحريني؟ يقول يوسف “إنّ الفِرَق التي تطور مشاريع ناجحة تقوم باجتذاب المستثمرين، ما يمنحها الفرصة للعمل على مشاريع أكبر، وعلى تطوير مهارات الفريق وتوليد طلب على رأس المال البشري في البحرين.”

وبحسب يوسف فإنَّ تبني التقنيات الحديثة قد يؤدي إلى توفير فرص هائلة ليس في قطاع الألعاب وحسب وإنّما في قطاعات أخرى أيضاً. وكمثال، تمتلك تكنولوجيا الواقع الافتراضي إمكانيات هائلة خارج قطاع الألعاب، فالواقع الافتراضي يُستخدم كذلك في الأفلام والتصميم الصناعي ومجال العقارات والتعليم والتدريب.

وبالإضافة إلى ذلك، كانت الجهات الحكومية داعمة للغاية لمجتمع الألعاب بأكمله، ويقول في هذا الصدد “مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين (EDB)، وتمكين، وشركات القطاع الخاص تقوم الآن باستكشاف الابتكارات وفرص الاستثمار التي يمكن أن يقدمها مجال تطوير الألعاب. وفي محاولة لدعم تطوير الألعاب في البحرين، قام مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين بعقد نقاشات الطاولة المستديرة للبحث في المجالات التي تحتاج إلى تحسين في هذا القطاع في البحرين ونقوم في Unreal Bahrain بالعمل معهم على هذا المشروع.”

وإضافة إلى ذلك، أبرزَ يوسف مجهودات المؤسسات التعليمية في دعم تطوير الألعاب في المملكة. وكمثال، تقوم بوليتكنك البحرين بتوفير مساقات تعليمية في مجال تطوير الألعاب لطلابها وللأفراد الراغبين في تحصيل شهادات في الخارج، وتقدم IDP  لهم لائحة بالجامعات المرموقة خارج البلاد.

يتطلب مجتمع الألعاب وجود النظام البيئي الملائم، والسوق الملائم، والأهم من ذلك وجود الأشخاص الملائمين، ولكن للأسف ينقصه وجود المستثمرين والناشرين، وكما صرّح يوسف ” يرغب المستثمرون برؤية العائدات خلال بضعة أشهر فقط، بينما يُعتبر تطوير الألعاب في الواقع استثماراً طويل الأمد يتسم بالخطورة، إذ يستغرق صنع الألعاب الضخمة مدة طويلة قد تصل إلى 5 سنوات. وأرى أنّ إصدار اللوائح التنظيمية للتمويل الجماعي والذي تمّ مؤخراً سيساعد مطوري الألعاب في الحصول على التمويل الذي هم بحاجة إليه.”

تستطيع الشركات الناشئة تغيير مستقبل الألعاب وتقديم كل جديد للعالم الرقمي، والمثال البسيط على هذا هو التطور الحاصل في تكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المعزز والتي تُساهم في المجالات المختلفة.

وعند سؤاله عمّا يميز البحرين عن الدول الأخرى في منطقة الخليج العربي؟ ذكر يوسف النقاط التالية: 

  • تمتلك البحرين مجتمع تطوير ألعاب نشطاً وفعالاً بالمقارنة مع الدول الأخرى.
  • يساعد حجم البحرين الجغرافي المجتمعات على البقاء متصلة ومترابطة حيث يستطيع الأفراد الالتقاء والعمل معاً بسهولة وسرعة.
  • يوفر التنوع مختبراً نادراً للشركات الناشئة.
  • تَمُد خدمات السحابة من أمازون AWS- والتي تم افتتاحها مؤخراً- مطوري الألعاب بتكاليف رأس مال أقل للشركات الناشئة، وتوفر لهم البنية التحتية التي هم بحاجة إليها لتمتلك ألعابهم ميزات إلكترونية.

لا شك أنّ المستقبل أمام مطوري الألعاب مشرق وواعد للغاية، “نمتلك الفرصة لتأسيس حاضنة أعمال لتطوير الألعاب هنا في البحرين والتي تستطيع دعم المطورين المحليين، واستقطاب المطورين الإقليميين والعالميين. وعلى حد علمي، فلا توجد حاضنة كهذه في المنطقة.”

يرحب المستقبل بمطوري الألعاب كروّاد الأعمال الجُدد في البحرين! لذلك، توجه نحو موقعنا الإلكتروني لتتعرف على بعضٍ من مطوري الألعاب الناجحين في البحرين، ولا تنسَ زيارة Unreal Bahrain لتتعرف أكثر على أحدث ورشات العمل والاجتماعات الي سيتم عقدها في CH9.